الحضارة الفارسية (550 ق.م - 330 ق.م)
الموقع والنشأة
- نشأت
الحضارة الفارسية في إيران الحالية، وامتدت لاحقًا إلى مناطق واسعة من
آسيا، الشرق الأوسط، شمال إفريقيا، وأوروبا الشرقية.
- أسسها
الملك كورش الكبير عام 550 ق.م، بعد
هزيمته للميديين وتوحيده للإمبراطورية الفارسية.
- كانت
تُعرف بـ الإمبراطورية الأخمينية، وهي أكبر إمبراطورية عرفها
العالم القديم.
أهم الإنجازات
1. نظام الحكم
والإدارة
- أسس
الفرس أول نظام إداري مركزي متطور، حيث قسموا الإمبراطورية إلى ولايات
(ساترابيات) يحكمها
ولاة محليون بإشراف الملك.
- اعتمدوا
على نظام البيروقراطية والضرائب المنظمة لتمويل الإمبراطورية.
- أسس دارا
الأول نظام البريد الملكي لتسهيل التواصل بين أجزاء الإمبراطورية.
2. التسامح
الديني والثقافي
- اشتهر
الفرس بتسامحهم مع الشعوب التي غزوها، فسمح كورش الكبير لليهود
بالعودة إلى القدس وإعادة بناء معبدهم.
- لم
يفرضوا ثقافتهم على الشعوب الأخرى، مما ساعدهم على تحقيق الاستقرار
السياسي.
3. بناء الطرق
والبنية التحتية
- أنشأوا طريق
الحرير الملكي، الذي ربط بين مختلف أجزاء الإمبراطورية وسهل التجارة
والسفر.
- بنوا القنوات
والأنفاق المائية (الريّ الفارسي – القنوات تحت الأرض)، مما ساعد
على تطوير الزراعة.
4. الفنون
والعمارة
- اشتهروا
بالهندسة المعمارية الضخمة، ومن أبرز المعالم:
- برسبوليس (تخت جمشيد): العاصمة الفاخرة التي بُنيت بأعمدة ضخمة وزخارف
منحوتة.
- قصر سوسا: الذي تميز بنقوشه الرائعة وأعمدته الضخمة.
- تأثر
فنهم بالحضارات السابقة، لكنه أصبح أساسًا للفن الإسلامي لاحقًا.
5. الديانة
الزرادشتية
- كانت الزرادشتية
الديانة الرئيسية، والتي أسسها زرادشت.
- تركز
على الصراع بين الخير (أهورا مزدا) والشر (أهريمان)، وتأثرت بها
العديد من الديانات اللاحقة.
6. القوة
العسكرية
- امتلكوا
جيشًا قويًا، وخاصة "الخالدون"، وهم قوات
النخبة الفارسية.
- استخدموا
الفيلة الحربية، وسلاح الفرسان المتطور.
أهم الملوك الفارسيين
- كورش
الكبير (550-530 ق.م): أسس
الإمبراطورية، واشتهر بتسامحه وإدارته الحكيمة.
- قمبيز
الثاني (530-522 ق.م): احتل
مصر وضَمَّها إلى الإمبراطورية.
- دارا
الأول (522-486 ق.م): نظم
الإدارة، وبنى برسبوليس، وأطلق مشروع طريق الحرير الملكي.
- خشايارشا
الأول (486-465 ق.م): قاد
الحروب الفارسية ضد اليونان، لكنه هُزم في معركة سلاميس.
السقوط والانهيار
- في عام 334 ق.م، غزا الإسكندر الأكبر الإمبراطورية
الفارسية بعد هزيمتهم في معركة إسوس ومعركة غوغميلا.
- بعد
وفاة الإسكندر، انقسمت الإمبراطورية، لكن الفرس استعادوا قوتهم لاحقًا في عهد
الإمبراطورية الساسانية.
الإرث والتأثير
- أثّرت
الحضارة الفارسية في الإدارة، الفن، والديانات، واستمر تأثيرها في
الإمبراطوريات الإسلامية لاحقًا.
- ساهم
نظامهم البيروقراطي في تطوير أنظمة الحكم في العالم القديم.
- أثّرت
الزرادشتية على الديانات الإبراهيمية من خلال مفهوم الصراع بين الخير
والشر.
الخلاصة
كانت الحضارة
الفارسية واحدة من أعظم وأقوى الإمبراطوريات في التاريخ، حيث حققت إنجازات
كبيرة في الإدارة، الفنون، الدين، والبنية التحتية. رغم سقوطها، إلا أن تأثيرها امتد لقرون، وظل حاضرًا في الثقافة الفارسية
والإسلامية.