يُعد شهر رمضان في تونس مناسبة دينية واجتماعية مميزة، حيث تمتزج الأجواء الروحانية بالعادات والتقاليد العريقة التي تعكس أصالة المجتمع التونسي. يجتمع التونسيون خلال هذا الشهر حول موائد الإفطار العامرة، ويحرصون على صلة الرحم وإحياء الشعائر الدينية وسط أجواء مليئة بالفرح والبهجة.
1. الاستعداد لشهر رمضان: قبل حلول رمضان، تبدأ العائلات التونسية في التحضير لهذا الشهر الكريم بشراء المواد الغذائية الأساسية مثل التوابل، التمور، الزيت، الدقيق، والبقوليات، كما يتم تنظيف المنازل وتجهيزها لاستقبال الضيوف خلال الشهر الفضيل.
2. الأجواء الروحانية في رمضان : رمضان في تونس يحمل طابعًا روحانيًا مميزًا، حيث تمتلئ المساجد بالمصلين، خصوصًا خلال صلاة التراويح التي تُقام في جميع أنحاء البلاد. كما تحرص العائلات على ختم القرآن الكريم، وحضور الدروس الدينية والمواعظ التي تُقام في المساجد والزوايا.
3. مدفع الإفطار والإعلان عن المغرب : لا يزال مدفع الإفطار تقليدًا متبعًا في بعض المدن التونسية، حيث يتم إطلاقه عند غروب الشمس إيذانًا بموعد الإفطار، كما يترقب التونسيون صوت أذان المغرب من جامع الزيتونة بالعاصمة تونس لبدء تناول الإفطار.
4. مائدة الإفطار التونسية: تتميز المائدة التونسية في رمضان بتنوع أطباقها، ومن أبرز الأكلات التقليدية:
• الحريرة أو الحساء التونسي: حساء يُحضّر بالقمح أو الفريك مع اللحم والطماطم.
• البريك: فطائر رقيقة محشوة بالبيض والتونة والبقدونس، تُقلى حتى تصبح ذهبية ومقرمشة.
• الكسكسي: يُحضر بالدجاج أو اللحم ويُعتبر من الأطباق الرمضانية الأساسية.
• المسفوف: نوع من الكسكسي الحلو يُحضر بالزبيب والمكسرات ويُقدم في وجبة السحور.
• الزلابية والمخارق: حلويات رمضانية تقليدية تُباع بكثرة في الأسواق خلال الشهر الفضيل.
كما تحضر المشروبات التقليدية مثل الرويب، عصير التمر الهندي، وقمر الدين على مائدة الإفطار.
5. التكافل الاجتماعي وموائد الرحمن:
يعتبر رمضان في تونس شهر التضامن والتكافل الاجتماعي، حيث تنتشر موائد الرحمن في المساجد والأماكن العامة لتقديم وجبات الإفطار للصائمين المحتاجين. كما تُوزع المساعدات الغذائية على الفقراء تحت مسمى "قفة رمضان".
بو طبيلة"
في بعض المناطق التونسية، لا يزال "بو طبيلة" أو المسحراتي يجوب الشوارع ليلًا بطبلته لإيقاظ الناس للسحور، وهو تقليد رمضاني متوارث رغم انتشار المنبهات الحديثة.
7. الاحتفال بليلة النصف من رمضان: في ليلة النصف من رمضان، يحتفل الأطفال بارتداء الملابس التقليدية والخروج إلى الشوارع للعب والاحتفال، حيث تُوزع عليهم الحلويات والمكسرات، وهي عادة تُعرف في بعض المناطق باسم "حق الملّة".
8. السهرات الرمضانية: بعد الإفطار وصلاة التراويح، يفضل التونسيون السهر وقضاء الوقت في المقاهي الشعبية أو البيوت مع العائلة والأصدقاء. تُقام خلال هذه السهرات عروض موسيقية وفلكلورية، كما يتم لعب الألعاب التقليدية مثل "الخربقة" و**"الشقف"**.
9. الاحتفال بليلة القدر:
تحظى ليلة القدر بأهمية خاصة في تونس، حيث يُقام في المساجد دعاء جماعي وقيام الليل، كما يرتدي الأطفال الملابس التقليدية ويتم اصطحابهم إلى المساجد لأول مرة للمشاركة في أجواء هذه الليلة المباركة.
10. الاستعداد لعيد الفطر: مع اقتراب نهاية رمضان، تبدأ العائلات في تحضير حلويات العيد مثل المقروض، الكعك، والغريبة، كما يتم شراء الملابس الجديدة للأطفال، والاستعداد لاستقبال عيد الفطر الذي يُعتبر مناسبة خاصة لصلة الرحم والاحتفال.
خاتمة
رمضان في تونس ليس مجرد شهر للصيام، بل هو موسم للفرح والتآخي، حيث يجمع بين العادات الدينية والاجتماعية التي تعكس روح المحبة والتلاحم بين أفراد المجتمع التونسي.
للمزيد من المعلومات حول الطبخ العربي الاصيل يمكن الاطلاع على الموقع التالي
https://www.tabkharabic.com/