يُعتبر شهر رمضان في الكويت من أوقات العام التي تحمل الكثير من الروحانية والتقاليد المميزة، حيث يحرص الكويتيون على إحياء عاداتهم الرمضانية الأصيلة التي تجمع بين العبادة والتكافل الاجتماعي، فضلاً عن الأجواء العائلية الدافئة التي تسود في هذا الشهر الفضيل. وفيما يلي بعض أبرز العادات والتقاليد التي تميز رمضان في الكويت:
1. استعدادات رمضان والتجهيزات
قبل دخول شهر رمضان، يبدأ الكويتيون في تحضير منازلهم، حيث يتم تنظيفها وتزيينها بالفوانيس الرمضانية والمصابيح الملونة التي تضفي جوًا مميزًا على الأحياء والشوارع. كما يبدأ الناس بشراء المواد الغذائية الأساسية مثل التمر، الأرز، المكسرات، واللحوم، بالإضافة إلى الياميش (المكسرات والفواكه المجففة)، التي تعتبر جزءًا أساسيًا من مائدة رمضان.
2. مدفع الإفطار
من التقاليد القديمة في الكويت، يُطلق مدفع الإفطار عند غروب الشمس كإشارة لبدء الإفطار. يعتبر المدفع أحد الرموز التاريخية التي يستخدمها الكويتيون للإعلان عن موعد الإفطار، ويُسمع صوته في العديد من المناطق مثل سوق المباركية والمناطق الشعبية، مما يضيف طابعًا خاصًا لهذا التقليد.
3. مائدة الإفطار الكويتية
تتميز المائدة الكويتية في رمضان بتنوع الأطباق الشهية واللذيذة، ومن أبرز الأكلات التي تُقدم على مائدة الإفطار:
• الجريش: طبق شعبي يحتوي على القمح المجروش مع اللحم أو الدجاج.
• السمبوسة: تُحشى باللحم أو الخضروات وتُقلى حتى تصبح مقرمشة.
• المجبوس: يُعتبر من الأطباق الرئيسية في رمضان، ويتكون من الأرز المطهو مع اللحم أو الدجاج والتوابل.
• الحميس: وهو طبق يُحضر من اللحم مع الحبوب والخضروات.
• الباجيلة: طبق شبيه بالمرقوق، ويُحضر من الحبوب واللحم والخضروات.
وتُقدم مشروبات رمضانية تقليدية مثل التمر الهندي وقمر الدين، إضافة إلى الشاي الكويتي، الذي يتميز بنكهته المميزة.
4. السحور
تُعد وجبة السحور من أهم الوجبات في رمضان، ويحرص الكويتيون على تناولها في وقت متأخر من الليل. تتكون عادة من الأطعمة الخفيفة التي تساعد على الصمود في الصيام مثل اللبن، الخبز العربي، الجبن، والزيتون. كما يفضل البعض تناول الشاي أو القهوة العربية كجزء من طقوس السحور.
5. صلاة التراويح والاعتكاف
يحرص الكويتيون على أداء صلاة التراويح في المساجد بعد صلاة العشاء، وتكتظ المساجد بالمصلين، خاصة في مسجد الدولة الكبير ومسجد الإمام الصادق. وفي العشر الأواخر من رمضان، يكثر البعض من الاعتكاف في المساجد طلبًا للثواب في الأيام الأخيرة من هذا الشهر الكريم.
6. المسحراتي
في بعض المناطق الكويتية، لا يزال التقليد الرمضاني القديم المعروف بـ المسحراتي قائمًا، حيث يقوم شخص يحمل طبلًا صغيرًا بجولة في الأحياء لإيقاظ الناس لتناول السحور. ويُعد المسحراتي جزءًا من الأجواء الرمضانية التقليدية التي يترقبها الأطفال والكبار على حد سواء.
7. موائد الرحمن والتكافل الاجتماعي
تُعتبر موائد الرحمن من أبرز مظاهر التكافل الاجتماعي في الكويت خلال رمضان. حيث يتم تنظيم موائد إفطار جماعية في المساجد والمراكز الاجتماعية لإفطار الصائمين من الفقراء والمحتاجين. كما يتم توزيع الزكاة والصدقات على المحتاجين، ويشارك المواطنون في دعم حملات التبرعات الخاصة بمساعدة الأسر المحتاجة.
8. زيارة الأهل والأقارب
يتزاور الكويتيون في رمضان، حيث تكون الزيارات العائلية والتواصل بين الأهل والأقارب من أبرز التقاليد. بعد الإفطار، يتم استقبال الضيوف في البيوت وتبادل الأحاديث الطيبة والتهاني، مما يعزز روابط الحب والتعاون بين أفراد المجتمع.
9. ليلة العيد والاستعداد للعيد
مع اقتراب نهاية شهر رمضان، يبدأ الكويتيون في التحضير لعيد الفطر المبارك. يتم شراء ملابس العيد للأطفال والكبار، وتحضير حلويات العيد مثل الكعك، الغريبة، والتمر. كما تكثر التهاني والتبريكات بين الأهل والجيران بمناسبة حلول عيد الفطر.
10. صلاة عيد الفطر
في صباح يوم عيد الفطر، يتوجه الكويتيون إلى المساجد أو الساحات المفتوحة لأداء صلاة العيد، حيث يتجمع المصلون في أجواء من الفرح والبهجة. وبعد الصلاة، يقوم الجميع بزيارة الأهل والأصدقاء، ويُقبلون على تبادل التهاني والزيارات، وتُوزع العيدية على الأطفال كعادة متوارثة.
خاتمة
رمضان في الكويت هو شهر مبارك يلتقي فيه العبادة مع العادات والتقاليد الاجتماعية، حيث يتم تجسيد روح التعاون والتكافل بين أفراد المجتمع. الأجواء الروحانية، الطقوس التقليدية، ومظاهر الاحتفال تجعل من رمضان في الكويت تجربة مميزة تُحفر في الذاكرة.