الخزف بالمغرب من أعرق الحرف التقليدية التي تجسد غنى التراث الثقافي والحضاري المغربي

 الخزف بالمغرب من أعرق الحرف التقليدية التي تجسد غنى التراث الثقافي والحضاري المغربي

 


صناعة الخزف بالمغرب تُعد من أعرق الحرف التقليدية التي تجسد غنى التراث الثقافي والحضاري المغربي. هذه الصناعة مزجت بين الفن، الوظيفة، والروحانية، وظلت حاضرة في الحياة اليومية للمغاربة منذ قرون. إليك نظرة شاملة عنها:

* نبذة تاريخية

صناعة الخزف في المغرب تعود إلى العهد الفينيقي والروماني، وتطورت بشكل كبير خلال العصور الإسلامية، خاصة في العهدين المرابطي والمريني، حيث تم إدخال تقنيات جديدة وتزويق متميز تأثر بالفن الأندلسي.

 

* أنواع الخزف المغربي

1.     الخزف الفاسي (الزليج الفاسي)

o        يشتهر بالدقة والزخرفة الهندسية والنقوش الإسلامية.

o        يُستخدم في تزيين الجدران، النوافير، المساجد والقصور.

2.     الخزف الصويري:

o        يتميز بالزخارف النباتية والحيوانية وبألوانه الترابية.

o        غالبًا ما يُستخدم في الأواني المنزلية كالأباريق والصحون.

3.     الخزف الوجدي:

o        أكثر بساطة من الفاسي، ويعتمد على الألوان الموحدة والأشكال العملية.

* مراحل صناعة الخزف

1.     استخراج الطين:

o        يُجلب من مناطق معينة (مثل فاس أو آسفي)، ويُصفى من الشوائب.

2.     العجن والتشكيل:

o        يتم عجن الطين جيدًا وتشكيله يدويًا أو عبر الدولاب.

3.     التجفيف:

o        يُترك الطين ليجف في الهواء لمدة أيام.

4.     الشيّ الأول (الطبخ)

o        يوضع في فرن تقليدي لمدة تتراوح بين 8 إلى 24 ساعة.

5.     التزويق والتلوين:

o        يُزين بألوان طبيعية، غالبًا بالأزرق، الأخضر، والبني.

6.     الشيّ الثاني (التزجيج)

o        تُضاف طبقة من الطلاء الزجاجي وتُعاد العملية في الفرن.

* أهمية الزخرفة في الخزف المغربي

الزخرفة ليست فقط جمالية، بل تحمل معاني رمزية وروحية:

  • النجمة الثمانية، الهلال، الزهور، كلها رموز متكررة.
  • الألوان تعكس البيئة: الأزرق (البحر)، الأخضر (الخصوبة)، البني (الأرض)

* أهم مراكز صناعة الخزف في المغرب

  • فاس: العاصمة الروحية ومهد الزليج.
  • آسفي: تشتهر بخزفها الفخاري ومهرجان الخزف.
  • مراكش: تتميز بمنتجاتها الفنية المتنوعة.
  • الصويرة ووجدة: مراكز تقليدية بصمت هويتها الخاصة.

* الخزف المغربي في العالم

يُصدر المغرب كميات معتبرة من الخزف نحو أوروبا، الخليج وأمريكا، ويُعتبر منتجًا يحمل طابعًا فنيًا وسياحيًا يعكس هوية البلاد.

* خلاصة

صناعة الخزف بالمغرب ليست مجرد حرفة، بل هي فنٌّ حيٌّ يعكس عبقرية الصانع التقليدي وروح الثقافة المغربية الأصيلة. ورغم التحديات التي تواجهها هذه الصناعة اليوم، كالمنافسة الصناعية وتراجع التكوين الحرفي، فإنها تظل واحدة من رموز الهوية الوطنية.

تعليقات



الموافقة على ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط ليقدم لك تجربة تصفح أفضل. باستخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط

قراءة المزيد