الزواج في موريتانيا: عادات تجمع الفرح والخصوصية
يُعتبر الزواج في موريتانيا من أهم المناسبات الاجتماعية التي تحافظ على
الطابع التقليدي، وتعكس مزيجًا من الأصالة والاحتفال. ورغم تأثير مظاهر الحياة الحديثة،
فإن العادات المتوارثة ما زالت حاضرة بقوة في تفاصيل الأعراس.
الخطوبة والمهر
تبدأ مراسم الزواج بخطبة رسمية يقدم فيها أهل العريس طلبهم إلى أهل العروس،
وغالبًا ما يتم ذلك في أجواء يغلب عليها الاحترام والاعتزاز بالعرف. يُحدد "المهر"
أو ما يعرف محليًا بـ"الصداق"، وغالبًا ما يكون رمزياً مقارنةً ببعض الدول
المجاورة، لكنه يحمل قيمة اجتماعية ومعنوية عالية.
ليلة الحناء
من أبرز الطقوس ليلة الحناء، حيث تُزين العروس يديها ورجليها بنقوش الحناء
وسط حضور نسائي يغلب عليه الغناء والزغاريد. وتُعد هذه الليلة مناسبة أساسية لإبراز
الفرح والتباهي بجمال العروس.
يوم الزفاف
يوم العرس في موريتانيا يمتد لعدة ساعات، ويجمع بين الأناشيد الشعبية والرقصات
التقليدية. وترتدي العروس زيًا تقليديًا يُعرف بـ"الملحفة" بألوان زاهية،
بينما يظهر العريس بزيه التقليدي المعروف باسم "الدراعة". وتُقام الولائم
التي تتنوع أكلاتها بين "الكسكس" و"اللحم المشوي"، وتُعتبر رمزًا
للكرم وحسن الضيافة.
طابع اجتماعي مميز
الزواج في موريتانيا ليس مجرد ارتباط بين شخصين، بل هو حدث يجمع العائلات
والأقارب والجيران، حيث يسود التكافل والمشاركة. ويظل العرس مناسبةً لتجديد الروابط
الاجتماعية وتعزيز القيم المشتركة.
بين الماضي والحاضر
ورغم استمرار التمسك بالتقاليد، بدأت تظهر ملامح التجديد في حفلات الزواج،
مثل إقامة الأعراس في قاعات حديثة أو تقليص النفقات بسبب الظروف الاقتصادية، لكن الطابع
التقليدي يظل هو الغالب في مختلف المناطق.
خاتمة